الأحد، 23 مارس 2014

الكون بدأ بحجم ذرَّة وتضخم في ظروف استثنائية إلى حجمه الحالي

تليسكوب “بيسيب اثنان” الذي أُقيم في القطب المتجمد الجنوبي يَحُلُّ لغزَ تَشَكُّلِ الكَوْن من الناحية الفيزيائية ويسمح لباحثين أمريكيين باكتشاف أول دليل مباشِر على أن الكون شهد مباشرة، عقب الانفجار العظيم قبل نحو أربعة عشر مليار عام، تمددا هائلا وخاطفا في ظرف جزء من الثانية بعشرة تريليون عمَّا كان عليه.

مارك كامْيونْكوفسكي الباحث في الفيزياء النظرية في جامعة جون هوبكينس الأمريكية يشرح أهمية الاكتشاف قائلا :

“إنها الحلقة المفقودة في علم الكونيات، شيء كُنَّا نعتقد أنه موجود هنا دون أن نكون متأكدين. وبَحَثْنَا عنه بفارغ الصبر منذ أكثر من عشرين عاما. ولم يكن ذلك مجرد عَدْوٍ صغير أمام البيت بل كان “ماراتون” طويلا. إن ما اكتشفناه دليل قاطع على تَضَخُّمِ الكوْن”.

هذا الدليل القاطع عن كيفية نشوء وتمدُّد الكون في أقل من لحظة رمشة العين ليصبح كما هو اليوم يقول العلماء إنه يتمثل في إشعاعٍٍ للنورِ الأول الذي أعقب الانفجار العظيم التُقِطَ من خلال ارتدادات الجاذبية.

موردخاي – مارك ماك لُوْ خبير الفيزياء الكونية في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك يقول:

“ما أُعلِن عنه اليوم عبارة عن ملاحظة أُجرِيتْ مباشرةً تؤكد نظريةَ تَوَسُّعِ الكوْن الذي بدأ بحجم ذرة صغيرة. الكون الذي نراه تَطَوَّرَ من حجم الذَّرَّة إلى حجم كُرة لعبة “كرة السلة” في لحظة دقيقة جدا من الزمن، لنقل في ظرف ثانية”.

كان العبقري آلبرت آينشتاين يقول بمقتضى نظرية النسبية التي وضعها بعد بحوث طويلة إن موجات الجاذبية تنشأ دائما عند تحريك الكُتَل. لكن إثبات وجود هذه الموجات الجاذبية بشكل مباشر استعصى على العلماء حتى هذا الاكتشاف.

أينشتاين سيكون سعيدا لو كان حيا يُرزق لتحقق صحة نظريته بعد نحو قرن من ظهورها…والبشرية ستنام أقل غباءً بعد هذا الإنجاز العلمي الضخم.

نقلاً من موقع يورونيوز