فى الوقت الذى يستعد فيه العالم للوصول إلى المريخ بمزيد من التقدم فى العلوم تقدماً يقترب من الخيال، يحصر المسلمون اهتماماتهم حول قضايا ترجع إلى خرافات تنتمى إلى القرن الحادى والعشرين قبل الميلاد. من نوع عذاب القبر والثعبان الأقرع التى اخترعها المصريون القدماء ثم عادت إلينا منسوبة زوراً إلى النبى ، ونحن مشغوفون بهذه الخرافة ونعتبرها من المعلوم من الدين بالضرورة من أنكرها يكون كافراً.
وهكذا ينفصل المسلمون عن عصرهم بأكثر من أربع آلاف سنة مع أن الإسلام حين نزل فى القرن السابع الميلادى وقف موقفاً حازماً من الأساطير والخرافات ووضع منهجاً علمياً تجريبياً فى القرآن للبحث والاكتشاف.. لكن الأسلاف ركنوا إلى الخرافة وأهملوا ما جاء فى القرآن الكريم من منهج علمى تجريبى.. وعندما بدأت الصحوة فى العصر الحديث فوجئنا بخرافات العصور الوسطى التى يرفضها القرآن الكريم وقد عادت إلى الظهور ومنها روايات عذاب القبر والتأثير على عقول الشباب المتدينين ليزدادوا تخلفاً باسم الإسلام وهو دين العلم ودين التعقل والتبصر
فهذه الروايات وضعت لإرهاب الناس وإذلالهم للخضوع لرجال الدين الخاضعين للحكام، فيستغلوا هذه الروايات لإخضاع أعناق الناس للحكام
وهناك عشرات الآيات تُبين أن الحساب والجزاء والعذاب مُؤخر ومُؤجل إلى يوم القيامة،
ومنها:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّـهَ غَـٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ۚإِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَـٰرُ﴿٤٢﴾} إبراهيم
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّـهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُوا۟ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖفَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّـهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرًۢا﴿٤٥﴾} فاطر
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗوَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ۖفَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗوَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ ﴿١٨٥﴾} آل عمران
{وَٱتَّقُوا۟ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّـهِ ۖثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٨١﴾} البقرة
وكيف يُعذب إنسان في القبر ثم يبعثه الله يوم القيامة فلا يتحدث عما قاساه من عذاب ويظن نفسه كان نائما وأنه استيقظ من مرقده؟
وأختم بالآية الجلية الأتية
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ {51} قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ {52} إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ {53} فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {54} يس
أيضاً المتأمل لهذه الآية سوف يتساءل هل فقدوا الذاكرة؟ وما فائدة العذاب في هذه الحالة؟
وكيف يفقدون الذاكرة عن عذاب القبر بينما هم يذكرون جيدا حياتهم الدنيا؟
وعذاب القبر عذاب غير منطقي وغير عادل
فمن مات قبل الساعة بيوم سيُعذب يوما واحدا
ومن مات قبل الساعة بآلاف السنين سيُعذب آلاف السنين
فأين العدل
كما أن رواية عذاب القرب تدل على جهل من وضعها ، وذلك بإقرارها أسماء ملائكة القبر وكأنه لا يوجد أسماء للملائكة تليق بمقامهم الكريم ومنزلتهم المُثبتة في القرآن..ففي حين نجد أن الله تعالى قال في مُحكم كتابه.."ولا نُنزّل الملائكة إلا بالحق"..نرى القائلين بهذه الخرافة وقد جعلوا التنزيل بالباطل، حيث نعتوا أحد الملائكة "بالمُنكر" والآخر "بالنكير" حقيقة هذا سلوك غريب ولا أفهم الدافع أو السبب وراء هذه التسمية"القبيحة
لمن يريد التوسع في الموضوع على هذا الرابط
http://www.ahl-alquran.com/arabic/discussion.php?topic_id=120
–––––––––––––––––––