الجمعة، 20 مايو 2016

هذا هو الاسلام الذى لا ولن انتمى اليه

كنت اعرف ان الله سبحانه وتعالى قد ارسل  خاتم رسالاته الى الناس , فكانت الاسلام, اذ ارسل جبريل الى محمد (ص) بكتابه وكلماته الأخيره , القرآن, واتم الرسول رسالته كما كلفه الله عز وجل  كما قال ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا ).
ثم توفاه الله عز وجل ((بعد)) ان اكمل الرساله وليس قبلها . وكمال الرساله يعنى كمال الرساله, ليس هناك فى ذلك لبس او غموض او سوء فهم وليس هناك من مجال لأى محاوله لتحليل وتفسير وتخريج لتلك الآيه, هذا ما كنت اعتقد لسذاجتى.
 
ظللت على هذه السذاجه او ( العبط) حوالى ثلاثون عاما الأولى من حياتى التى قضيتها فى مصر, ولم اعى او اكترث لكلمات مثل سنه او شيعه, اذ لم يكن لأى منها معنى لدى فى مصر, والحق يقال اننى لم اكن خلال تلك الاعوام الثلاثون الاولى من حياتى مما يمكن ان يطلق عليهم ( متدينا) او متعصبا او حتى ملتزما بالدين, بل كنت مثل الاكثريه من الشباب فى ذلك العصر من القرن الماضى , افعل ما اشاء لكن فى حدود, وقد  ادافع عن الدين بضراوة  اذا وجدت احدهم يهاجمه او يشكك فيه, كنت اصوم منذ ان عرفت معنى الصيام وربما بدأت ذلك فى الثامنه او التاسعه, لكنى بالتأكيد كنت اصوم منذ العاشره من عمرى  صياما كاملا طوال رمضان, اما الصلاه فلم اكن منتظما عليها, وكان والدى رحمه الله يقول لى مداعبا بين الحين والاخر( صلى وصام لأمر كان يطلبه, فلما قضى الامر لا صلى ولا صاما ) , ثم تركت مصر الى امريكا عام 1971.
 
تغيرت نظرتى الى الحياه بصفة عامة والى الاسلام بصفة خاصه  بعد مدة قصيرة من معيشتى فى الولايات المتحده, بدأت اشعر وافهم كثيرا من الكلمات والالفاظ والشكوى التى كان بعض من اصدقائى وزملائى الغير مسلمين من (الأقليه) فى مصر يتفوهون بها ولم اكن اعيها , وفى بلد اخر حيث اصبحت انا من (الاقليه) , صارت كلمات مثل لا احدا يسمع شكوانا لها مدلول اخر ذا معنى اخر, كما ان الكثير مما اهملته من قبل فى ممارسة الاسلام , اصبح من الاهميه والضروره فى حياتى , كما ان صار له مذاقا ومعنى جديدا لم اعهده عندما عشت فى مجتمع اكثريته مسلمين, او يدعون انهم مسلمين. 
 
كنت وحتى ذلك الوقت اؤمن ان الرسو ل (ص) قد اكمل رساله الاسلام قبل وفاته, فخلف بعده دين واحد, وكتاب واحد ,  ورسالة واحده ومفهوم واحد لها  ومذهب واحد وطريقه واحدة فى الممارسه . غير انى بدأت اسمع وأرى واقابل واتحدث مع اشخاص اخرين ممن يدينون بالاسلام لكنهم اتوا من بلاد اخرى غير مصر, بل  ان بعضهم جاء من بلاد اخرى لا تتحدث العربيه, و سواء من الهند او باكستان, من ايران او من العراق, من لبنان او من المغرب, تعددت المناقشات  واللقاءات لأكتشف الكثير من ما لم اكن على علم به, وبدأت كلمات مثل الشيعه والدروز والوهابيه  والاماميه والاسماعيليه....الخ من تلك الالفاظ تطرق اذنى , ولم اكن اعرف ما تعنيه, ولم اكن اعتقد او اظن ان الاسلام الا دين واحد كما قلت مسبقا والمسلمون لايختلفون عن بعضهم ولا يفرقهم عصبا او نسبا او منهاجا او شريعه الا ربما تقاليدا اقليميه جغرافيه وطنيه لاتأثير لها على الدين او الايمان او العقيده او المفهوم او الممارسه.
 
 
 وبدأت اتساءل كيف بعد اربعة عشر قرنا نجد ان الرساله الواحده والمذهب الواحد قد تعددت وانقسمت  الى عدد لابأس به  وكل منهم يدعى انه هو الحق وان غيره هو الباطل بل يتهمونهم بأنهم كفارا فى بعض الاحيان. كما ان بعضهم يختلف عن الاخر اختلافا بينا فى بعض الاحوال.
 
وفى محاوله منى ان احدد او ان اجمع تلك المذاهب او الملل او ماشاء لك ان تسميهم, فقد وجدت ان الامر لم يعد مجرد شيعه وسنه , بل وجدت ما هو اغرب من ذلك واعجب!!!!!
 
دعنى اعرض بإختصار شديد بعض الفرق او الشيع او المذاهب او الجماعات او ماشاء لك ان تسميه.
 
فوجدت اهل السنة وقد انقسموا الى اربعة مذاهب:
:
الشافعيه والمالكيه و الحنبليه و الحنيفيه.
كما وجدت من مدارسهم الفكريه:
السلفيهّ / اهل الحديث, الأشاعره, الماتريديه, القادريه, التيجانيه , الرفاعيه ولا تسألنى عن معنى تلك الاسماء او كيف دخلت الى الاسلام  واصبحت من الاسلام ومن مسميات المسلم.
 
ثم وجدت ولا ادرى ان كان هؤلاء يعتبرون ايضا من اهل السنة ام لا:
المتصوفه والمعتزله.
 
ثم بدأت اسمع كلماتا مثل الوهابيه و المحمديه والجعفربه وشيوخ الطرق  مثل الشاذليه والمراغيه و...............الخ
 
ودارت  رأسى , وقلت ربما قد يكون اهل الشيعة على حال خير من ذلك, فوجدت التالى:
 
 
 
 
وجدت , واعترف اننى لا اعرف الفرق بينهم  ايضا, ان الشيعة مثلا تنقسم الى الجماعات  التاليه:
 
الشيعه الاماميه الاثنى عشريه, وتنقسم الى:
الشيعه الاصوليه, والشيعه الاخباريه, والشيعه الشيخيه.
 
ثم هناك الشيعه الاسماعيليه, وتنقسم الى:
النزاريه, اسماعيليه فارس , الأغاخا نيه, البهرة
 
ثم هناك الشيعه الزيديه وتنقسم الى :
الجاروديه , السليمانيه , البتريه
 
ثم هناك النصيريه ( العلويه)
 
ثم وجدت ان هناك ثلاثه منهم وقد تحولوا الى ديانات مستقله وهم:
البهائيه, البابيه, الدرزيه
 
ثم وجدت بعض الفرق الاخرى التاريخيه والتى صنفت انها من الشيعه:
الكيسانية
الفطحية
الواقفية
الكشفية
الكريمخانية
القرتية
المغيرية
التوابون
النجارية
البكرية
الضرارية
المحمدية
الناووسية
الشمطية
العمارية
المباركية
الموسوية
القطعية
الهشامية
الالكاملية
القرامطة
 
 
 
 
 
وبدأت اشعر بالدوار, هل هذا هو الاسلام الذى جاء متمما لرسالات الله  عز وجل والذى جاء به الرسول (ص) , هل هذا هو الدين الواحد الذى ارسله الله ختاما لكل رسالاته (ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون , الأنبياء 92) , (وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون ,المؤمنون 52)  من اين جاءت تلك الاسماء من سنه وشيعه ومتصوفه ومعتزله و وتذكرت قوله تعالى (ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) , هذا ما وصل اليه الدين الواحد , فمن هو ام  من هم المسؤلون عن تقسيم الدين الواحد الى كل تلك الشيع والفرق ؟ بحيث ينسى المسلم او يتناسى الاسلام فى اسلامه ويذكر انه شيعيا اولا او سنيا اولا  او درزيا  ....الخ. الم يقل الله عز وجل (ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ), فمن هم الذين فرقوا هذا الدين القيم الواحد الى تلك الفرق, قد يكون من المستحيل ان نجد اجابة يتفق عليها الجميع او حتى الاكثريه على هذا السسؤال, لكن الحقيقه هى ان الاسلام قد انقسم الى عدد كبير من الشيع او الفرق او المذاهب بقدر عدد الكلمات والاسماء الغريبه السابقه التى ذكرتها سواء رضيت ام لم ترضى وافقت ام لم توافق.
لقد كنت اظن لسذاجتى ان القرآن هو كتاب الله الواحد والمصدر الوحيد للتشريع والهدايه فى الاسلام, وفجأه وجدت من يقول ان القرآن لايكتمل بغير كتب الاحاديث, لاحول ولا قوة الا بالله, لم تعد كلمات الله عز وجل كافية , بل صارت ناقصة يكملها صحيح البخارى او صحيح مسلم او غيره من كتابات البشر.   ان الله واحد لاشريك له, ورسالاته واحده فهل سأل احدهم نفسه , هل هناك فى المسيحيه او اليهوديه تشابها مع الاسلام فى هذا الموضوع , اى ان كانت كتب الله لاتكتمل الا بكتب اخرى مثل البخارى , فهل هناك مايقابل البخارى فى الدين المسيحى او اليهودى, هل هناك مايقابل السنه التى يتحدثون عنها بأنها فسرت القرآن وكتبت فى كتب الاحاديث , هل هناك مايقابلها فى الدين المسيحى او اليهودى, من مثل سنة موسى وسنة عيسى وسنة ابراهيم وسنة داوود, واين كتبت ومن كتبها؟ فإن كانت الاجابه نعم فليس لى علم بها و اود لمن يعرفها ان يأتى بها مشكورا, وان كانت  بالنفى, فكيف يمكن ان نفسر ان اخر ما ارسله الله وما اتم به رسالاته جاء ناقصا وفى حاجة الى كتاب اخر ليكمله. ان معظم الخطب ( ان لم تكن جميعها) فى صلاة الجمعه التى حضرتها فى حياتى حتى الآن تعتمد اعتمادا اشبه بالكامل على الحديث, ولكل اية من القرآن يذكرها الامام الواعظ يذكر اضعافها من الحديث,  وما جاء فى الحديث رغم سذاجة ما يقوله ورغم عدم مخاطبته العقل والمنطق وماجاء من كلمات الله,  بل العاطفه فقط لاغير. وهكذا وجدت ان كتاب الله الواحد لم يعد واحدا بل شاركه عدد اخر من الكتب مثل البخارى واحمد وابو داوود ومالك والنسائى ....الخ. بل فى كثير من الاحيان يصدق الناس ماجاء بكتب الصحاح ولا يصدقوا ما جاء من الله عز وجل فى كتابه هو, فيقال هذه منسوخه, وهذه كانت فىالقرآن لكن أكلتها الماعز...الخ .
كنت اظن لسذاجتى ان الرسول عليه الصلاة والسلام هو اهم الشخصيات فى الاسلام , انه رسول الله ولا رسول للاسلام سواه, غير اننى وجدت من المسلمين من يقطعون اجسادهم فداء , ليس للرسول , ولكن لحفيده الحسين ابن على (ر), يحتفلون بمقتله فى صورة لم اعهدها فى اى شعب اخر, ويخرجون الافا مؤلفه فى مواكب ان رأيتها يقشعر منها جسدك, وهم يحملون سيوفهم او سلاسلهم ويقطعون بها رؤوسهم ويلطخهم الدم السائل من رؤوسهم واجسادهم , او يجلدون انفسهم بالسلاسل حتى يسيل الدم من ظهورهم, ولو كان ذلك فى مشهد سينمائى مفتعل لأدرت رأسك بعيدا فى تقزز فمابالك وهو مشهد حى يشارك به الالاف ممن  يسمون انفسهم مسلمين, ويعللون ذلك بأنه حزنا على الخيانه التى ادت الى مقتل الحسين, ومشاركه فى الالم للحسين , وهل يتألم الحسين الآن وقد توفى منذ قرون. اى تخلف هذا واى وحشيه تلك, وما معنى ان يشاركوا الحسين الذى توفاه الله منذ اربعة عشر قرنا فى المه!!! ولو فعلوا اضعاف ذلك او لو فعلوه كل يوم على مدار السنه  بدلا من يوم واحد فى السنه, فماذا سوف يحققونه, هل سيعود الحسين, هل سيغفر الله لهم ذنوبهم ويكفر عنهم سيئاتهم , اى هراء ذلك , لكن هذا هو الاسلام وهذه هى ممارسته من وجهة نظر البعض, ولو اعترضت على ذلك او ابديت امتعاضا منه, لحللوا دمك وقتلوك دون اى تردد, بينما يسألنىالكثير ممن حولى من اصدقاء , لأننى مسلم, ان كنت افعل مثلهم, او لماذا يفعلون ذلك, فكيف اجيبهم. هل هذه حضارة الاسلام التى نتفاخر بها, هل هذا هو تاريخ  الاسلام الذى نريد ان نسترحعه, الا يؤدى مثل ذلك الطقس الدينى الى تأييد  ما يقول بعض اعداء الاسلام ان الاسلام دين سفك الدماء, وان المسلمين ان لم يجدوا من يسفكوا دماءهم سفكوا دماء انفسهم,  كيف تشرح حتى لمسلم اخر ليس من الشيعه او تبرر ذلك الفعل الهمجى.
 
مما سبق نجد ان الاسلام الذى كان دينا واحدا لم يعد دينا واحدا بل عشرات من العقائد التى تختلف فى معظم الاحيان اختلافا تاما عن بعضها البعض, وان الكتاب الواحد الذى ارسله الله عز وجل لنا, لم يعد واحدا ولم يعد كافيا, بل يعتمد فى شرحه وتفسيره وفهمه على كتب اخرى كتبت بعد وفاة الرسول (ص) بأكثر من قرنين على الاقل , وان الرسول (ص) لم يعد اهم رجل فى الاسلام بل يشاركه فى اهميته رجال اخرون . 
لو ان الله سبحانه وتعالى ارسل الرسول ( ص) الى العالم ليتفقد حال امته , فهل سيتعرف  او يفرق الرسول بين الشيعه  وبين السنه, من الذى سوف يعضده الرسول دون الاخر من الاسماء التى ذكرت سابقا, هل سيتعرف على اى اسم من تلك الاسماء, او يعرف ماذا تهدف اليه. اننى اتعجب!!!!
ارى المسلم الأن يقتل المسلم دون تردد, ومئات الالاف من المسلمين قد قتلوا بأيدى مسلمين اخرين, وكلاهم يصر انه على حق وان ما يفعله هو جهاد لإرضاء الله واعلاء شأن الاسلام,




ننظر فى منطقتنا  فقط, فنراهم يقتلون بعضهم البعض فى فلسطين, فى العراق, فى لبنان, فى باكستان وفى افغانستان فى الصومال فى السودان  والبقيه تأتى.......... بأسم الاسلام, وعندما تحاورهم , يوجهون اللوم الى مؤامرات امريكا, ثم الى اسرائيل والصهيونيه, ثم الى الغرب بصفه عامه ثم الى الدول العربيه التى لاتساعدهم وتتآمر ضدهم , ثم الى الحكام العرب الخونه  الذين لايهمهم سوى كراسى الحكم , ثم الامم الاسلاميه التى لا تتحد ضد اعداء الاسلام ثم الى  الشيع والفرق الأخرى من المسمون مسلمين..... ثم ثم ثم , تتجه اصابعهم باللوم الى كل مكان يمكن ان يخطر ببالك, ولكنهم لا ولن يوجهون اللوم الى  انفسهم  ابدا, ولايذكرون قول الله تعالى , ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
ان الوحدة الاساسيه فى اى مجتمع هى الفرد , ومنه تتكون الاسره ثم الجماعه وهكذا ......الى ان نصل الى الدوله فالعالم, فإن كانت الوحده الاساسيه خربه او هشة او متصدعة, فلاشيئ يمكن ان يفعل لاصلاح الوحده الكبرى , اى المجتمع , ولايلومن المجتمع الاسلامى الا نفسه.
 
المصدر على هذا الرابط
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1047

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق