[[ أتت إمرأة إلى رسول الله ﷺ وقالت (يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني) .. فيُشيح النبي عنها بوجهه, فتقبل عليه وتقول: يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني .. فيقول صلى الله عليه وسلم : ويحك ، ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه .. فتقول : تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك؟ والله إني حبلى من الزنا, فيقول : ((اذهبي حتى تضعيه)) ..
ويمر الوقت وتلد المرأة, فتأتي بوليدها تحمله .. ها أنا ذا وضعته فطهرني يا رسول الله, فيقول صلى الله عليه وسلم : ((اذهبي حتى ترضعيه فتفطميه)).
وتمضي السنتان .. فتأتي بوليدها وفي يده خبزة يأكلها .. يا رسول الله قد فطمته فطهرني !!.
ثم كان أمر الله .. فيدفع النبي الصبي إلى رجل من المسلمين, ويؤمر بها فترجم .. ]]
أنتهت الرواية
أن هذه القصة لا أساس لها من الصحة ولم تحدث على الإطلاق.
وبكل ثقة أقول أن رسول الله ﷺ لم يصدر أي حكم بالرجم
وتلك القصة والرواية باطله
لتناقضها مع الآيات القرآنية الجلية
أولاً
حد الزنا في القرآن الكريم هو الجلد ومقداره ١٠٠ جلدة بنص قرآني جلي
بِسْـمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيـمِ
ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِى فَٱجْلِدُوا۟ كُلَّ وَٰحِدٍۢ مِّنْهُمَا مِا۟ئَةَ جَلْدَةٍۢ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌۭ فِى دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌۭ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
النور الآية ٢
وحاشى رسول الله ﷺ أن يتجاوز حدود الله ويأمر بخلاف ما أنزل الله
هناك آية أخرى تؤيد الآية السابقة
بِسْـمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيـمِ
ٱلزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةًۭ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌۭ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ
النور آية ٣
هنا إقرار من الله سبحانه وتعالى على أن هناك زُناه يعيشون بيننا ولم يقام عليهم حد الرجم والمستوعب سيجد في نهاية الآية أن الله حرم الاقتران بزان ولا يتم التحريم إلا على شئ موجود
فلو كان حد الرجم صحيح ما بقى على الارض من زان وبالتالي لن يحرم الله شئ هو في الأصل معدوم
وإدعائهم على الله ورسوله بهتاناً وزورا أن حد الرجم يوجب فقط على الشخص المحصن ( المتزوج ) من ذكر وأنثى
هذا محض وإفترى وما يؤيد ذلك الآية رقم ١٥ من سورة النساء
بِسْـمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيـمِ
وَٱلَّٰتِى يَأْتِينَ ٱلْفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَٱسْتَشْهِدُوا۟ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةًۭ مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا۟ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى ٱلْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّىٰهُنَّ ٱلْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًۭا
الآية في منتهى الوضوح فكلمة ( نِّسَآئِكُمْ ) شملت الأم والزوجة واللتان تقعان في حكم المحصنات وكذلك الأبنة والأخت وقد يكونا محصنتان أو غير محصنتان أي أن الآية أشتملت بالتأكيد على غير المحصن والمحصن
ونص الآية نفسه ينكر شئ اسمه الرجم ولم يأمر به الله وإنما قال ( فَأَمْسِكُوهُنَّ ) أي تُحبس في بيوتهن
ثانياً
عقوبة الإعدام بواسطة الرجم طريقة بشعة ومؤلمة وتتنافا مع مبائ ومُثل الإسلام التي تحث على الرحمة والرفق في كل شئ حتى في نحر الماشية قال ﷺ ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )صدق رسول الله ﷺ
ثالثاً
المتأمل الفاحص يجد هذه الرواية رواية كاذبة القصد منها الإساة إلى الرسول وتصويره بالمتحاوز عن حدود الله
ولآنها رواية كاذبة فهي تفضح نفسها بنفسها حيث يملؤها التناقض وتعالوا نتأمل
في البداية أن الرسول ﷺ كان يحاول تحاشيها وهذا تناقض عجيب فلا يعقل لنبي الحق أن يتحاشى عن الحق أو يتجاوز عن حدود الله
والطبيعي أن الرسول ﷺ بمجرد سماعه أنها تطلب منه إقامة الحد عليها الطبيعي أن يسألها ماذا ارتكبت فربما أرتكبت جرم بحق إنسان أخر فإقامة الحدود في الأغلب لا تُقام إلا على من أتى بجرم نحو الأخرين كالسرقة والقتل والحرابة
هنا نخرج بنتيجة هذه الرواية الباطلة تحاول إيهام الناس أن الرسول كان يتغاضى عن مرتكبي الخطايا وما يؤكد ذلك
قول الغامدية
(( تريد أن تردني كما رددت ماعز بن
بن مالك؟ ))
وتقول الرواية أن الرسول قال بعد رجمها حتى الموت قال لو قُسمت توبتها بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم
وهذا تناقض أخر كيف تأتي إمرأة صادقة التوبة تقول لرسول الله ﷺ أنزع روحي، طهرني فيقوم بإعدامها بهذه الطريقة البشعة الخبيثة ألا يترفق بها
حاشاك يا رسول الله من كل خُبث فأنت الصادق الأمين ورسول الرحمة والشفقة وكل لطف ولين هو فيك يا رسول الله
وواحد من تناقضات هذه الرواية العبيطة
ثم كان أمر الله .. فيدفع النبي الصبي إلى رجل من المسلمين.....
وأنا أقول لا يمكن أن يقوم رسول الله ﷺ بمثل هكذا تصرّف أن يقوم بتحميل عبئ طفل على أحدهم دون مشاورة ومخايرة فتحمل مسؤلية طفل صغير ليست بالأمر الهين
أمر أخر
لا يمكن لسيدنا محمد ﷺ أن يترك مصير طفل صغير للمجهول فحتماً كان سوف يسأل عن ومن يكون والده. وليس هذا وحسب بل كان سوف يسأل ويبحث عن الطرف الثاني في جريمة الزنى
فهنا إمرأة سوف تُعدم ولا يُعقل أن يهمل هذا الجانب
كما أن هذه الرواية تحمل في طياتها إسأه لشخص سيدنا محمد ﷺ
ظلت الأنثى تتردد عليه اما يقارب ٣ سنوات أيُعقل أنه لم يقوم في أحد المرات بالسؤال عن الطرف الأخر في جريمة الزنا ( الذكر )
أنا هنا لا ادافع على جريمة الزنا
وإنما ادافع عن الحق والقرآن وادافع عن رسول الله ﷺ
عبد الله عبد الله الهيجة